بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ؛ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ؛ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ بَصَرِي وَجَلاءَ حَزَنِي وَذَهَابَ هَمِّي . إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حَزَنِهِ فَرَحًا " . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : " أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ " .
قَالَ شُرَيْحٌ :إِنِّي لأُصَابُ بِالمُصِيبَةِ ، فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، أَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَكُنْ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَأَحْمَدُ إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْرَ عَلَيْهَا ، وَأَحْمُدُ إِذْ وَفَّقَنِي لِلاسْتِرْجَاعِ لِمَا أَرْجُو مِنَ الثَّوَابِ ، وَأَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا فِي دِينِي
فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : ليودن أهل العافية يوم القيامة، أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء.
وحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ما من مسلم تصبه مصيبة فيقول ما أمره الله ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) اللهم اجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها .
قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ، أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها ، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يحكى أن رجلا ذهب إلى أحد العلماء، وشكا إليه فقره، فقال العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم، أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا.
فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم" إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السُّخط "رواه أنس بن مالك وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع
قال بعض السلف ارض عن الله فى جميع ما يفعله بك فإنه ما منعك الا ليعطيك ولا ابتلاك الا ليعافيك ولا امرضك الا ليشفيك ولا اماتك
الا ليحيك فإياك ان تفرق الرضى عنه طرفه عين فتسقط من عينه
وفي الصحيحين عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال }: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه {
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه، من حيث أتتها الريح تكفئها، فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء، ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء . البخاري
فصبر لكل مصيبة وتجلــــدِ واعلم بأن المرء غير مخلد
أوما ترى أن المصائب جمــة وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحـد
فإذا ذكرت محمداً ومصابـــه فاذكر مصابك بالنبي محمد
لرب نازلة يضيق بها الفـــــــتى ضاقت فلما استحكمت حلقـــاتها
لا تيأسن فكل عسر بــــــــــــعده واصبر فإن الصبر في الدنيا إلى
ذرعا وعند الله المـــــــــخرج فرجت وكان يظنها لا تــفرج
يسرّ به الفؤاد المحــــــــــــرج نيل المنى والقصد نعم المنهج
يا صاحب الهم ان الهم منفرج *** ابشر بخير فإن الفـارج الله
اليـــــــــــأس يقطع احياناً بصاحبه *** لاتياسـن فـإن الكــــــافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة *** لا تجزعـــــــــن فـإن الصانـع الله
اذا بليت فثق بالله وارض به *** ان الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من احـد *** فحسبك اللـــه في كل لـك الله
قال مسروق: كان رجل بالبادية له حمار وكلب وديك.
وكان الديك يوقظهم للصلاة , والكلب يحرسهم ، والحمار ينقلون عليه الماء
ويحمل لهم خيامهم ..
فجاء الثعلب فأخذ الديك فحزنوا عليه وكان الرجل صالحاً ، فقال:
عسى أن يكون خيراً.
ثم جاء ذئب فبقر بطن الحمار فقتله ..
فقال الرجل: عسى أن يكون خيراً ..
ثم أصيب الكلب بعد ذلك فقال: عسى أن يكون خيراً.
ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا سُبيءَ من كان حولهم وبقوا سالمين ..
وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من أصوات الكلاب والحمير والديكة ..
فكانت الخيرة في هلاك ما كان عندهم من ذلك كما قدر الله سبحانه وتعالى ..
فمن عرف خفي لطف الله رضي بقدره.
فسبحان الله العظيم.
إذا ضاق بك الأمر فعسر بين يسرين
ففكر في ألم نشرح لذا لابد أن يبرح
إذا نزل العسر بأحدكم فإن اليسر يرافقه فإن الله تعالى قال مؤكداً ذلك : " فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً " قال الحسن رضي الله عنه : " كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين " ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالين فهو مفرد واليسر منكر فتعدد ، ولهذا قال : لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين ، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله :
صبراُ جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صـدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
للمزيد من مواضيعي